تطوّر المنظومة العسكريّة الإيرانيّة ورفع درجة التنسيق لدى محور المقاومة... من حق العدو أن يقلق!!

عاجل

الفئة

shadow
*ريم عبيّد - الديار*

تكشف الجمهورية الاسلامية الايرانية الستار في كل فترة، وعند الحاجة، عن معدات عسكرية جديدة محلية الصنع، برية وبحرية وجوية، تنقل معها المرحلة من حال الى أخرى، ويظهر حجم التطور الهائل الذي يسود الصناعات العسكرية، الذي بدوره يحمل رسالة واضحة مفادها أن ايران قادرة رغم العقوبات والحصار.

خلال العامين الماضيين، كشفت ايران تباعا عن عدد من المعدات تم اختبارها ونجحت، أبرزها:

- صاروخ "خيبر" الذي كشف عنه قبل أيام قليلة، والذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر، ويصل إلى الهدف خلال 12 دقيقة.

- صاروخ "قائم 100" القادر على حمل الأقمار الصناعية، والذي يتميز بتقنية استخدام الوقود السائل والصلب في مرحلة واحدة.

- الطائرة الانتحارية "معراج 532"، التي يبلغ مداها 450 كم ، والقادرة على الطيران على ارتفاع 12000 قدم لمدة 3 ساعات ، وغيرها الكثير من معدات جاهزة لشن حرب كبرى، يمكن أن توضع في خدمة أي دولة من دول محور المقاومة، فيما لو أقدمت "اسرائيل" على استهداف غير محسوب العواقب.

مع كل جديد ايراني، تعبر "اسرائيل" عن بالغ قلقها، وهذا ما صرح به وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، حين قال: "إن ايران تخوض حرب استنزاف ضد إسرائيل عبر وكلائها القريبين من الحدود". 

"تل أبيب" تخشى الآن صواريخ عابرة للقارات، على حد تعبير المعلق العسكري في "القناة الـ 12" نير دفوري: "مَن يطلق مثل هذه الصواريخ إلى الفضاء، يمكن أن يحولها إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات". 

القلق الاسرائيلي يعد منطقيا نسبة الى تصريحات مسؤولين ايرانيين، أكدوا أنهم بصدد العمل على تصنيع صواريخ عابرة للقارات خلال هذه الفترة، وقد يكشف الستار عنها في أي لحظة، وهو تحول كبير لا يمكن تجاوز تأثيراته.

هذا التطور الهائل لدى ايران، يتماهى مع الإنجازات العسكرية التي يحققها محور المقاومة، فمناورة العبور الأخيرة التي نفذها حزب الله، أظهرت جانبا من معدات وجهوزية المقاومة، وخلقت حالة ارتباك عند العدو لم يستطع إخفاءها، خصوصا "اقتحام الجليل" إذ برزت في تصريحاته المتناقضة التي هدد فيها اولا بالحرب الكبرى، ثم عاد فتراجع عنها.


يضاف الى المشهد حرب الخمسة أيام في غزة أو ما سميت بـ "ثأر الأحرار"، والتي استخدمت فيها الصواريخ على مدى الأيام الخمسة. وكل ذاك يجري في ظل خلط كبير في الاوراق على مستوى المنطقة، بعد التفاهم السعودي الايراني وعودة سوريا الى الجامعة العربية.

عروض وأحداث تحمل بين ثناياها الكثير من الرسائل التي وصلت للعدو وللصديق معا، ومن ضمنها:

- اولا: محور المقاومة، وفي مقدمته ايران، لم يعد كما كان في السابق، ما يفرض أسلوبا وتكتيكا مختلفين في التعاطي.

- ثانيا: محور المقاومة يظهر في كل مرحلة أنه يزداد تجانسا ، والتنسيق بين أطرافه يجري على أعلى المستويات، وهو في تطور على أكثر من صعيد.

- ثالثا: التهديدات المرتبكة التي يطلقها الكيان الاسرائيلي لا تخدمه في أي جانب، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب عيد المقاومة والتحرير كان واضحا، ولم يقل ما قاله عن "الحرب الكبرى" إلا لأنه واثق من القدرات والامكانات والطاقات.

- رابعا: البعد الأمني الذي يعتمده العدو كخيار ربما لن يخدمه في هذه المرحلة تحديدا، لأن المحور متنبه جدا، وهو أيضا يملك القدرة على تنفيد تهديدات أمنية. والعمل على تطوير هذا الجانب يجري على قدم وساق.

أما للصديق، فالرسائل تتلخص في عدد من النقاط لعل أبرزها:

- اولا: المحافظة على المكتسبات، والعمل على مضاعفتها من خلال رصد نقاط الضعف، لأن الصراع ما زال قائما. 

- ثانيا، تحصين وحدة الجبهات والبحث عن حلفاء جدد، ولو على قاعدة تبادل المصالح، الفرصة سانحة الآن لانشغال العدو بمشاكله الداخلية.


بموازاة ذلك كله، يعمل محور المقاومة على تقوية مقاومته السياسية من خلال دعم ماكينته الإعلامية، وإقامة فعاليات، وعقد مؤتمرات عالمية داعمة، كان آخرها مؤتمر "صمود محور المقاومة" الذي عكس حالة التمدد على صعيد تعميم أهداف المحور، والتي على رأسها مركزية القضية الفلسطينية. وبذلك فهو يعمل على محاصرة العدو في أغلب دول العالم، حيث بات الرأي العام فيها، بعد سلسلة الاخفاقات الذي مني بها معسكر العدو، شبه مقتنع بأن "اسرائيل" اليوم في أضعف مراحلها على كل المستويات، وأن اتفاقات التطبيع التي أبرمت لن تغير في قناعة الشعوب القائمة على تحرير الأرض الفلسطينية من البحر الى النهر، وبالتالي لن يتجاوز مداها قيمة الحبر الذي كتبت فيه.



الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة